«ويعجبني الفأل) . قالوا: وما الفأل؟ قال: (الكلمة الطيبة) » .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: «ويعجبني الفأل» . أي: يسرني، والفأل بينه بقوله: (الكلمة الطيبة) . فـ (الكلمة الطيبة) تعجبه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لما فيها من إدخال السرور على النفس والانبساط، والمضي قدما لما يسعى إليه الإنسان، وليس هذا من الطيرة، بل هذا مما يشجع الإنسان؛ لأنها لا تؤثر عليه، بل تزيده طمأنينة وإقداما وإقبالا.
وظاهر الحديث: الكلمة الطيبة في كل شيء؛ لأن الكلمة الطيبة في الحقيقة تفتح القلب وتكون سببا لخيرات كثيرة، حتى إنها تدخل المرء في جملة ذوي الأخلاق الحسنة.
وهذا الحديث جمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه بين محذورين ومرغوب، فالمحذوران هما العدوى والطيرة، والمرغوب هو الفأل، وهذا من حسن تعليم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمن ذكر المرهوب ينبغي أن يذكر معه ما يكون مرغوبا، ولهذا كان القرآن مثاني إذا ذكر أوصاف المؤمنين ذكر أوصاف الكافرين، وإذا ذكر العقوبة ذكر المثوبة، وهكذا.
قوله: (عن عقبة بن عامر) . صوابه عن عروة بن عامر، كما ذكره في (التيسير) ، وقد اختلف في نسبه وصحبته.
قوله: (ذكرت الطيرة عند رسول الله) . وهذا الذكر إما ذكر شأنها، أو ذكر أن الناس يفعلونها، والمراد: تحدث الناس بها عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.