وعن عمران بن حصين مرفوعا: «ليس منا من تطير أو تطير له،»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أن تكون للتنويع، فالحديث الأول بلفظ عراف، والثاني بلفظ كاهن، والثالث جمع بينهما، فتكون (أو) للتنويع.
وجاء المؤلف بهذا الحديث مع أن الأول والثاني مغنيان عنه؛ لأن كثرة الأدلة مما يقوي المدلول، أرأيت لو أن رجلا أخبرك بخبر فوثقت به، ثم جاء آخر وأخبرك به ازددت توثقا وقوة، ولهذا فرق الشارع بين أن يأتي الإنسان بشاهد واحد أو شاهدين.
وظاهر صنيع المؤلف: أن حديث أبي هريرة: (من أتى عرافا أو كاهنا) أنه موقوف؛ لأنه قال عن أبي هريرة، لكنه لما قال في الذي بعده: (موقوفا) ترجح عندنا أن الحديث الذي قبله مرفوع.
قوله: (ليس منا) . تقدم الكلام على هذه الكلمة، وأنها لا تدل على خروج الفاعل من الإسلام، بل على حسب الحال.
قوله: (مرفوعا) ، أي إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله: (تطير) . التطير: هو التشاؤم بالمرئي أو المسموع أو المعلوم أو غير ذلك، وأصله من الطير؛ لأن العرب كانوا يتشاءمون أو يتفاءلون بها، وقد سبق ذلك.