وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد» . رواه أبو داود، وإسناده صحيح (?)

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (من) . شرطية، وفعل الشرط: (اقتبس) ، وجوابه: (فقد اقتبس) .

قوله: (اقتبس) . أي تعلم؛ لأن التعلم وهو أخذ الطالب من العالم شيئا من علمه بمنزلة الرجل يقتبس من صاحب النار شعلة.

قوله: (شعبة) . أي: طائفة، ومنه قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ} [الحجرات: 13] ، أي: طوائف وقبائل.

قوله: (من النجوم) . المراد: علم النجوم، وليس المراد النجوم أنفسها؛ لأن النجوم لا يمكن أن تقتبس وتتعلم، والمراد به هنا علم النجوم الذي يستدل به على الحوادث الأرضية، فيستدل مثلا باقتران النجم الفلاني بالنجم الفلاني على أنه سيحدث كذا وكذا.

ويستدل بولادة إنسان في هذا النجم على أنه سيكون سعيدا، وفي النجم الآخر على أنه سيكون شقيا، فيستدلون باختلاف أحوال النجوم على اختلاف الحوادث الأرضية، والحوادث الأرضية من عند الله، قد تكون أسبابها معلومة لنا، وقد تكون مجهولة، لكن ليس للنجوم بها علاقة، ولهذا جاء في حديث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015