وهو معنى قولها: «خشي أن يتخذ مسجدا» ؛ فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدا، وكل موضع قصدت الصلاة فيه؛ فقد اتخذ مسجدا، بل كل موضع يصلى فيه؛ يسمى مسجدا؛ كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جعلت لي الأرض مسجدا وطهور» .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: (فقد نهى عنه في آخر حياته) الضمير يعود إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمنهي عنه هو اتخاذ القبور مساجد.
قوله: (ثم إنه لعن وهو في سياق من فعله) ؛ فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عند فراق الدنيا لعن من اتخذ القبور مساجد.
قوله: (والصلاة عندها من ذلك، وإن لم يبن مسجد) .
(عندها) ؛ أي: عند القبور، وقوله: (من ذلك) ؛ أي: من اتخاذها مساجد، وعلى هذا؛ فلا تجوز عند القبور، ولهذا نهى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ كما في (صحيح مسلم) من حديث أبي مرثد الغنوي أن يصلى إلى القبور؛ فقال: «لا تصلوا إلى القبور» .
قوله: (وهو معنى قولها: «خشي أن يتخذ مسجدا» الضمير في (قولها) يرجع إلى عائشة رضي الله عنها.