وللترمذي وحسنه عن أنس: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ يقول: «قال الله تعالى: يا ابن آدم! لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا: لأتيتك بقرابها مغفرة» (?) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: «قال الله تعالى: يا ابن آدم» ... " إلخ.
هذا من الأحاديث القدسية، والحديث القدسي: ما رواه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ربه، وقد أدخله المحدثون في الأحاديث النبوية؛ لأنه منسوب إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبليغا، وليس من القرآن بالإجماع، وإن كان كل واحد منهما قد بلغه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمته عن الله عز وجل.
وقد اختلف العلماء رحمهم الله في لفظ الحديث القدسي: هل هو كلام الله تعالى، أو أن الله تعالى أوحى إلى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معناه واللفظ لفظ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
على قولين:
القول الأول: أن الحديث القدسي من عند الله لفظه ومعناه؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أضافه إلى الله تعالى، ومن المعلوم أن الأصل في القول المضاف أن يكون بلفظ قائله لا ناقله، لا سيما والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقوى الناس أمانة وأوثقهم رواية.
القول الثاني: أن الحديث القدسي معناه من عند الله ولفظه لفظ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلك لوجهين: