التاسعة عشرة: قول المسئول عما لا يعلم: الله ورسوله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا الحديث فيه ضعف، لكن معناه صحيح؛ لأنه إذا ذكر عندك رجل بسوء؛ فسيكون في قلبك عليه شيء ولو أحسن معاملتك، لكن إذا كنت تعامله وأنت لا تعلم عن سيئاته، ولا محذور في أن تتعامل معه؛ كان هذا طيبا، وربما يقبل منك النصيحة أكثر، والنفوس ينفر بعضها من بعض قبل الأجسام، وهذه مسائل دقيقة تظهر للعاقل بالتأمل.
التاسعة عشرة: قول المسئول عما لا يعلم: الله ورسوله أعلم، وذلك لإقرار النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معاذا لما قالها، ولم ينكر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على معاذ، حيث عطف رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الله بالواو، «وأنكر على من قال: "ما شاء الله وشئت"، وقال: "أجعلتني لله ندا؟! بل ما شاء الله وحده» . (?)
فيقال: إن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنده من العلوم الشرعية ما ليس عند القائل، ولهذا لم ينكر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على معاذ.
بخلاف العلوم الكونية القدرية؛ فالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس عنده علم منها.
فلو قيل: هل يحرم صوم العيدين؟
جاز أن نقول: الله ورسوله أعلم، ولهذا كان الصحابة إذا أشكلت عليهم المسائل ذهبوا إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيبينها لهم، ولو قيل: هل يتوقع نزول مطر في هذا الشهر؟ لم يجز أن نقول: الله ورسوله أعلم؛ لأنه من العلوم الكونية.