والتشويق، واللام في قوله: " فليقرأ " للإرشاد.
قوله: "وصية محمد "، الوصية بمعنى العهد، ولا يكون العهد وصية إلا إذا كان في أمر هام.
وقوله: " محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، أي: رسول الله محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا التعبير من ابن مسعود يدل على جواز مثله، مثل: قال محمد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووصية محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ولا ينافي قوله تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور: 63] ؛ لأن دعاء الرسول هنا أي: مناداته؛ فلا تقولوا عند المناداة: يا محمد! ولكن قولوا: يا رسول الله! أما الخبر؛ فهو أوسع من باب الطلب، ولهذا يجوز أن تقول: أنا تابع لمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو اللهم! صل على محمد، وما أشبه ذلك.
قوله: "التي عليها خاتمه"، الخاتم بمعنى التوقيع.
وقوله: "وصية محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ليست وصية مكتوبة مختوما عليها؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يوص بشيء، ويدل لذلك: «أن أبا جحيفة سأل علي بن أبي طالب: هل عهد إليكم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيء؟ فقال: لا. والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهما يؤتيه الله تعالى في القرآن، وما في هذه الصحيفة. قيل: وما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر» .
فلا يظن أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوصى بهذه الآيات وصية خاصة مكتوبة، لكن ابن مسعود رضي الله عنه يرى أن هذه الآيات قد شملت الدين كله؛ فكأنها الوصية التي ختم عليها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبقاها لأمته.