[النساء: 11] .
قوله: {مِنْ إِمْلَاقٍ} ، الإملاق: الفقر، ومن للسببية والتعليل؛ أي: بسبب الإملاق.
قوله: {نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} ، أي: إذا أبقيتموهم؛ فإن الرزق لن يضيق عليكم بإبقائهم؛ لأن الذي يقوم بالرزق هو الله.
وبدأ هنا برزق الوالدين، وفي سورة الإسراء بدأ برزق الأولاد، والحكمة في ذلك أنه قال هنا: {مِنْ إِمْلَاقٍ} ؛ فالإملاق حاصل، فبدأ بذكر الوالدين الذين أملقا، وهناك قال: {خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ} [الإسراء: 31] ؛ فهما غنيان، لكن يخشيان الفقر، فبدأ برزق الأولاد قبل رزق الوالدين.
وتقييد النهي عن قتل الأولاد بخشية الإملاق بناء على واقع المشركين غالبا؛ فلا مفهوم له.
قوله: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ} ، لم يقل: لا تأتوا؛ لأن النهي عن القرب أبلغ من النهي عن الإتيان؛ لأن النهي عن القرب نهي عنها، وعما يكون ذريعة إليها، ولذلك حرم على الرجل أن ينظر إلى المرأة الأجنبية، وأن يخلو بها، وأن تسافر المرأة بلا محرم؛ لأن ذلك يقرب من الفواحش.
قوله: {مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} ، قيل: ما ظهر فحشه، وما خفي؛ لأن الفواحش منها شيء مستفحش في نفوس جميع الناس، ومنها شيء فيه خفاء.
وقيل: ما أظهرتموه، وما أسررتموه؛ فالإظهار: فعل الزنا -والعياذ بالله- مجاهرة، والإبطان فعله سرا.
وقيل: ما عظم فحشه، وما كان دون ذلك؛ لأن الفواحش ليست على