أبدا، سواء ذكرها للناس أم لم يذكرها، بل إن الرجل إذا صار يعدد صفاته الحميدة أمام الناس، سقط من أعينهم، فاحذر هذا الأمر.
والبغي: العدوان على الغير، ومواقعه ثلاثة بينها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام» .
فالبغي على الخلق بالأموال والدماء والأعراض.
- في الأموال، مثل أن يدعى ما ليس له، أو ينكر ما كان عليه، أو يأخذ ما ليس له، فهذا بغي على الأموال.
- وفي الدماء: القتل فما دونه، يعتدي على الإنسان بالجرح والقتل.
- وفي الأعراض: يحتمل أن يراد بها الأعراض، يعني: السمعة، فيعتدي علىه بالغيبة التي يشوه بها سمعته، ويحتمل أن يراد بها الزنى وما دونه، والكل محرم، فأهل السنة والجماعة ينهون عن الاعتداء على الأموال والدماء والأعراض.
وكذلك الاستطالة على الخلق، يعني الاستعلاء عليهم بحق أو بغير حق.
فالاستعلاء على الخلق ينهى عنه أهل السنة والجماعة، سواء كان بحق أو بغير حق، والاستعلاء هو أن الإنسان يترفع على غيره.
وحقيقة الأمر أن من شكر نعمة الله عليك أن الله إذا من عليك بفضل على غيرك من مال أو جاه أو سيادة أو علم أو غير ذلك، فإنه ينبغي أن تزداد تواضعا، حتى تضيف إلى الحسن حسنى، لأن الذي يتواضع في موضع الرفعة هو المتواضع حقيقة.