{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لنقصها، لأنها تحتاج إلى النوم من أجل الاستراحة من تعب سبق واستعادة القوة لعمل مستقبل، ولما كان أهل الجنة كاملي الحياة، كانوا لا ينامون، كما صحت بذلك الآثار.
لكن لو قال قائل: النوم في الإنسان كمال، ولهذا، إذا لم ينم الإنسان، عُد مريضًا. فنقول: كالأكل في الإنسان كمال ولو لم يأكل، عد مريضًا لكن هو كمال من وجه ونقص من وجه آخر، كمال لدلالته على صحة البدن واستقامته، ونقص لأن البدن محتاج إليه، وهو في الحقيقة نقص.
إذًا ليس كل كمال نسبي بالنسبة للمخلوق يكون كمالا للخالق، كما أنه ليس كل كمال في الخالق يكون كمالا في المخلوق، فالتكبر كمال في الخالق نقص في المخلوق والأكل والشرب والنوم كمال في المخلوق نقص في الخالق، ولهذا قال الله تعالى عن نفسه: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} [الأنعام: 14] .
قوله: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} : لَهُ: خبر مقدم. وَمَا: مبتدأ مؤخر، ففي الجملة حصر، طريقة تقديم ما حقه التأخير وهو الخبر. لَهُ: اللام هذه للملك. ملك تام، بدون معارض. {مَا فِي السَّمَاوَاتِ} : من الملائكة والجنة وغير ذلك مما لا نعلمه، {وَمَا فِي الْأَرْضِ} : من المخلوقات كلها الحيوان منها وغير الحيوان.
وقوله: {السَّمَاوَاتِ} : تفيد أن السماوات عديدة، وهو كذلك وقد نص القرآن على أنها سبع: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [المؤمنون: 86] .