ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لأنه سبحانه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
خروج بها عما يجب لها، إذ الواجب علينا أن نمتثل الأوامر وأن نجتنب النواهي، فإن لم نقم بذلك، فهذا إلحاد.
أي: أهل السنة والجماعة، وسبق أن التكييف ذكر كيفية الصفة، سواء ذكرتها بلسانك أو بقلبك، ف أهل السنة والجماعة لا يكيفون أبدًا، يعني: لا يقولون: كيفية يده كذا وكذا، ولا: كيفية وجهه كذا وكذا، فلا يكيفون هذا باللسان ولا بالقلب أيضًا، يعني: نفس الإنسان لا يتصور كيف استوى الله عز وجل، أو كيف ينزل، أو كيف وجهه، أو كيف يده، ولا يجوز أن يحاول ذلك أيضًا، لأن هذا يؤدي إلى أحد أمرين: إما التمثيل، وإما التعطيل.
ولهذا لا يجوز للإنسان أن يحاول معرفة كيفية استواء الله على العرش، أو يقوله بلسانه، بل ولا يسأل عن الكيفية، لأن الإمام مالكًا رحمه الله قال: "السؤال عنه بدعة"، لا تقل: كيف استوى؟ كيف ينزل؟ كيف يأتي؟ كيف وجهه؟ إن فعلت ذلك، قلنا: إنك مبتدع. . وقد سبق ذكر الدليل على تحريم التكييف، وذكرنا الدليل على ذلك من السمع والعقل.
" ولا يمثلون "، أي: أهل السنة والجماعة: " صفاته بصفات خلقه "، وهذا معنى قوله فيما سبق: " من غير تمثيل " وسبق لنا امتناع التمثيل سمعًا وعقلا، وأن السمع ورد خبرًا وطلبًا في نفي التمثيل، فهم لا يكيفون ولا يمثلون.
(سبحان) : اسم مصدر سبح والمصدر تسبيح، فـ (سبحان) بمعنى تسبيح، لكنها بغير اللفظ، وكل ما دل على معنى المصدر وليس