فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الأحقاف: 10] وهذا من عقوبه من يفتي بلا علم، أنه لا يُهْدَى؛ لأنه ظالم.
فحذار يا أخي المسلم أن تقول قولًا لا يرضي الله؛ سواء قلته على الله، أو على غير هذا الوجه.
وثمرة الإيمان بأن الله بصير أن لا تفعل شيئًا يغضب الله؛ لأنك تعلم أنك لو تنظر نظرة محرمة لا يفهم الناس أنها نظرة محرمة؛ فإن الله تعالى يرى هذه النظرة، ويعلم ما في قلبك، {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 19] .
إذا آمنت بهذا؛ لا يمكن أن تفعل فعلًا لا يرضاه أبدًا.
استحيي من الله كما تستحيي من أقرب الناس إليك وأشدهم تعظيمًا منك.
إذًا؛ إذا آمنَّا بأن الله بصير؛ فسوف نتحاشى كل فعل يكون سببًا لغضب الله عز وجل، وإلا؛ فإن إيماننا بذلك ناقص. لو أن أحدًا أشر بأصبعه أو شفته أو بعينه أو برأسه لأمر محرم؛ فالناس الذين حوله لا يعلمون عنه، لكن الله تعالى يراه؛ فليحذر هذا من يؤمن به، ولو أننا نؤمن بما تقتضيه أسماء الله وصفاته؛ لوجدت الاستقامة كاملة فينا فالله المستعان.
؛ أي: لا ينفي أهل السنة والجماعة عن الله ما وصف به نفسه؛ لأنهم متبعون للنص نفيًا وإثباتًا؛ فكل ما وصف الله به نفسه يثبتونه على حقيقته؛ فلا ينفون عن الله ما وصف الله به نفسه، سواء كان من الصفات