وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا به

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وأن دينه حق؛ لأن كل من افترى على الله كذبًا فمآله الخذلان والزوال والعدم، وانظر إلى الذين ادعوا النبوة ماذا كان مآلهم؟ أن نسوا وأهلكوا، كمسيلمة الكذاب، والأسود العنسي.. وغيرهما ممن ادعوا النبوة، كلهم تلاشوا وبان بطلان قولهم وحرموا الصواب والسداد لكن هذا النبي محمدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على العكس دعوته إلى الآن والحمد لله باقية، ونسأل الله أن يثبتنا وإياكم عليها، دعوته إلى الآن باقية وإلى أن تقوم الساعة ثابتة راسخة، يستباح بدعوته إلى اليوم دماء من ناوأها من الكفار وأموالهم، وتسبى نساؤهم وذريتهم، هذه الشهادة فعلية، ما أخذه الله ولا فضحه ولا كذبه، ولهذا جاءت بعد قوله: " ليظهره على الدين كله ".

" أشهد "، بمعنى: أقر بقلبي ناطقًا بلساني؛ لأن الشهادة نطق وإخبار عما في القلب، فأنت عند القاضي تشهد بحق فلان على فلان، تشهد باللسان المعبر عما في القلب واختيرت الشهادة دون الإقرار؛ لأن الشهادة أصلها من شهود الشيء؛ أي: حضوره ورؤيته، فكأن هذا المخبر عما في قلبه الناطق بلسانه، كأنه يشاهد الأمر بعينه.

" لا إله إلا الله "، أي: لا معبود حق إلا الله، وعلى هذا يكون خبر لا محذوفًا، ولفظ الجلالة بدلًا منه.

" وحده " هي من حيث المعنى توكيد للإثبات.

" لا شريك له ": توكيد للنفي.

" إقرارًا به ": " إقرارًا " هذه مصدر، وإن شئت؛ فقل: إنه مفعول مطلق؛ لأنه مصدر معنوي لقوله: " أشهد "، وأهل النحو يقولون: إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015