" القدر ":

من صفات الله تعالى أنه الفعال لما يريد كما قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} . فلا يخرج شيء عن إرادته وسلطانه، ولا يصدر شيء إلا بتقديره وتدبيره، بيده ملكوت السماوات والأرض، يهدي من يشاء برحمته ويضل من يشاء بحكمته، لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته وسلطانه، وهم يسألون لأنهم مربوبون محكومون.

والإيمان بالقدر واجب وهو أحد أركان الإيمان الستة لقول النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره» . رواه مسلم وغيره. وقال النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «آمنت بالقدر خيره وشره، حلوه، ومره» . فالخير والشر باعتبار العاقبة والحلاوة والمرارة باعتبار وقت إصابته. وخير القدر ما كان نافعا وشره ما كان ضارا أو مؤذيا.

والخير والشر هو بالنسبة للمقدور وعاقبته، فإن منه ما يكون خيرا كالطاعات، والصحة، والغنى، ومنه ما يكون شرا كالمعاصي، والمرض، والفقر، أما بالنسبة لفعل الله فلا يقال: إنه شر لقول النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في دعاء القنوت الذي علمه الحسن بن علي: «وقني شر ما قضيت» (?) . فأضاف الشر إلى ما قضاه لا إلى قضائه.

والإيمان بالقدر لا يتم إلا بأربعة أمور (?) :

الأول: الإيمان بأن الله عالم كل ما يكون جملة وتفصيلا بعلم سابق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015