ومن الناس من تجاوزهم فكان غاليا، والصراط المستقيم ما بين الغلو والتقصير.

3 - من أقوال تابعي التابعين: قال الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو المتوفى سنة 157هـ: (عليك بآثار من سلف) الزم طريقة الصحابة والتابعين لهم بإحسان لأنها مبنية على الكتاب والسنة (وإن رفضك الناس) أبعدوك واجتنبوك (وإياك وآراء الرجال) احذر آراء الرجال وهي ما قيل بمجرد الرأي من غير استناد إلى كتاب الله وسنة رسوله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (وإن زخرفوه) جملوا اللفظ وحسنوه فإن الباطل لا يعود حقا بزخرفته وتحسينه.

" مناظرة جرت عند خليفة بين الأدرمي وصاحب بدعة "

لم أطلع على ترجمة للأدرمي ومن معه ولا أعلم نوع البدعة المذكورة والمهم أن نعرف مراحل هذه المناظرة لنكتسب منها طريقا لكيفية المناظرة بين الخصوم وقد بنى الأدرمي - رحمه الله - مناظرته هذه على مراحل ليعبر من كل مرحلة إلى التي تليها حتى يفحم خصمه.

المرحلة الأولى: " العلم " فقد سأله الأدرمي هل علم هذه البدعة النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخلفاؤه؟

قال البدعي: لم يعلموها.

وهذا النفي يتضمن انتقاص النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخلفائه حيث كانوا جاهلين بما هو من أهم أمور الدين، ومع ذلك فهو حجة على البدعي إذا كانوا لا يعلمونه ولذلك انتقل به الأدرمي إلى:

المرحلة الثانية: إذا كانوا لا يعلمونها فكيف تعلمها أنت؟ هل يمكن أن يحجب الله عن رسوله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخلفائه الراشدين علم شيء من الشريعة ويفتحه لك؟

فتراجع البدعي وقال: أقول: قد علموها فانتقل به إلى:

المرحلة الثالثة: إذا كانوا قد علموها فهل وسعهم أي أمكنهم أن لا يتكلموا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015