ينظر بهما ويبصر ويرى ودليل ذلك قوله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} .
ولا يجوز تفسيرهما بالعلم ولا بالرؤية مع نفي العين لأنه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف على ثبوت العين لله ولا دليل عليه.
والجواب عن تفسير بعض السلف قوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} أي بمرأى منا أنهم لم يريدوا بذلك نفي حقيقة معنى العين وإنما فسروها باللازم مع إثباتهم العين، وهذا لا بأس به بخلاف الذين يفسرون العين بالرؤية وينكرون حقيقة العين.
الوجوه التي وردت عليها صفتا اليدين والعينين:
وردت هاتان الصفتان على ثلاثة أوجه إفراد وتثنية وجمع، فمثال الإفراد قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} وقوله تعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} ومثال التثنية قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} .
وفي الحديث الشريف «إذا قام أحدكم يصلي فإنه بين عيني الرحمن» .
ومثال الجمع قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا} . وقوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} .
والجمع بين هذه الوجوه أنه لا منافاة بين الإفراد والتثنية؛ لأن المفرد المضاف يعم فإذا قيل: يد الله وعين الله شمل كل ما ثبت له من يد أو عين