هذا وهذا، ولهذا قال الله تعالى لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (?) ومعلوم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يجاهد المنافقين بالسلاح المادي ولم يؤمر به، وإنما جاهد المنافقين بالسلاح العلمي والبيان والإرشاد، فخروج أخيك لطلب العلم وتغرُّبه لطلب العلم، لا شكَّ أنه خير كثير، أمَّا أنت فالخير لك أن تبقى عند أهلك، وأن تقوم ببِّر والديك، وإذا كان لديك مالٌ فجاهد بمالك، لأنَّ الجهاد بالمال كالجهاد بالنفس، بل هو قرينه في كتاب الله- عز وجل-.
س 33: سئل فضيلة الشيخ- رحمه الله-: لي قريبٌ ذهب إلى الجهاد في أرض أفغانستان من غير موافقة والده وبدون علمه، فما توجيهاتكم ونصيحتكم نحو الشباب الذين يفعلون ذلك علمًا
بأن والد الشاب لا يزال غاضبًا على ابنه؟
فأجاب بقوله: نصيحتي لإخواني الذين يذهبون للجهاد في أفغانستان أو في غيرها، ألا يذهبوا إلا بعد رضا والديهم؛ لأن حق الوالدين قُدُّم على الجهاد، ففي "الصحيحين " من حديث عبد الله بن
مسعود- رضي الله عنه- أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - "أيُّ العمل أحبُّ إلى