الأمة، فالذي يشهد أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بلَّغ الرسالة هم أهل العلم. وهناك أمرٌ آخر وهو: أنه لا يلزم من كون الشهيد أعظم أجراً من طالب العلم في نيل الشهادة إذا قُتل في سبيل الله عز وجل، لا يلزم منه الفضل المطلق.

وهذه المسألة أشار إليها العلامة ابن القيم في (النونية) وهي: أن الإنسان إذا تميَّز بخصيصة لا يلزم منه أن يكون أفضل على الإطلاق.

مثاله: قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في غزوة خيبر: " لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فلما أصبح أعطى الراية لعلي بن أبي طالب- رضي الله عنه- - صلى الله عليه وسلم - " (?) . فهنا إعطاؤه عليه الصلاة والسلام الراية لعلي بن أبي طالب- رضي الله عنه- هل يلزم منه أن يكون أفضل من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؟

والجواب: لا يلزم.

والفضل منه مطلق ومنه مقيّد.

ومثاله أيضاً: ما جاء في حديث أبي ثعلبة- رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بل تأمروا بالمعروف، وتنهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحّاً مُطاعاً، وهوىً مُتَّبعاً، ودنياً مؤثرة، وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه، فعليك بنفسك، ودع عنك العوام، فإن من ورائكم أيام الصبر،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015