ومن فوائد الصيام أنه كما ذكرنا يربي الإنسان على ترك مألوفة تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى، ولهذا يقول الله جل وعلا: «الصوم لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي» ، فهذا فيه امتحان للصائم في أنه ترك شهواته وملذوذاته ومحبوباته تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى، آثر ما يحبه الله تعالى على ما تحبه نفسه، وهذا أبلغ أنواع التعبد، هذا من أعظم فوائد الصيام.
وكذلك الصيام يعود الإنسان على الإحسان وعلى الشفقة على أهل الحاجة والفقراء، لأنه إذا ذاق طعم الجوع وطعم العطش، فإن ذلك يرقق قلبه ويلين شعوره لإخوانه المحتاجين.
والصيام فرض في السنة الثانية من الهجرة وصام النبي صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات، لأنه عاش في المدينة عشر سنوات والصيام فرض في السنة الثانية منها، فيكون عليه الصلاة والسلام قد صام تسع رمضانات ومعنى: «أفطر الحاجم والمحجوم» معناه: أنه يفسد صيام الحاجم الذي يمص الدم بالقرم والمجم، ويفطر المحجوم الذي سحب منه الدم، فالاثنان أفرطا الحاجم الذي استخرج الدم بواسطة آلته، والمحجوم الذي سحب منه هذا الدم.