بريح صرصر عاتية، سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسومًا فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية، وقد ذكر الله قصتهم في القرآن في غير ما موضع ليعتبر بمصرعهم المؤمنون.

فقوله تعالى: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} عطف بيان وزيادة تعريف بهم.

قوله تعالى: {ذَاتِ الْعِمَادِ} : لأنهم كانوا يسكنون بيوت الشعر التي ترفع بالأعمدة الشداد، وقد كانوا أشد الناس في زمانهم خلقة وأقواهم بطشًا، ولهذا ذكرهم هود بتلك النعمة، وأرشدهم إلى أن يستعملوها في طاعة ربهم الذي خلقهم، وقال: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأعراف: 69] ، انتهى كلامه رحمه الله.

وبه يتبين المراد بقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} ، والله أعلم.

***

تفسير سورة العاديات

سؤال: ما تفسير قول الله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا} [العاديات: 1، 2] ، وما المراد بالعاديات هنا؟

الجواب: يقسم الله سبحانه وتعالى بالعاديات وهي الخيل، التي تعدوا بركابها عند الحاجة، كما في حالة القتال في سبيل الله والغارات.

فمعنى ضبحًا: أي أصواتها عندما تعدو.

فالموريات قدحًا: أي أنها تقدح بحوافرها الحجارة عندما تغير.

فالمغيرات صبحًا: هي الخيل أيضًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015