والخوف والرجاء والتوكل والذبح والنذر وغير ذلك. وهذا هو الواقع من عباد القبور، فإنهم يقولون لا إله إلا الله، وهم مع ذلك يلجأون إلى أصحاب القبور ممن يسمونهم بالأولياء، فيسألونهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، والنصر على الأعداء، تارة عند قبورهم، وتارة مع البعد عنهم.

وقد يفعلون ذلك مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومع غيره من الأنبياء، وقد يلجأون في حاجاتهم إلى الجن فيستغيثون بهم، ويذبحون لهم، يرجون نفعهم والشفاء لمرضاهم، والدفاع عن أنفسهم وزروعهم وغير ذلك.

وكل هذه الأمور معلومة مشهورة، لا تخفى على من اتصل بعباد القبور، ورأى ما هم عليه من الشرك الصريح، والكفر البواح. فأرسل الله الرسل جميعهم، تنكر هذا الشرك، وتحذر منه، وتدعو إلى عبادة الله وحده، كما سبق ذلك في الآيات الكريمات.

وقد أمرهم الله سبحانه وتعالى، أن يعرفوا الناس بربهم وخالقهم ورازقهم، وأن يذكروا لهم أسماءه الحسنى، وصفاته العلا، الدالة على كمال عظمته وقدرته، وعلمه وإحسانه إلى عباده ورحمته إياهم، وأنه سبحانه هو النافع الضار، المدبر لجميع شئون خلقه، الخبير بأحوالهم، فلا يليق أن يعبدوا غيره، أو يسألوا حاجاتهم من سواه، لأنه سبحانه هو القادر على كل شيء المحيط علمه بكل شيء، وما سواه فقير إليه، كما قال عز وجل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (?) {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} (?) {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (?) وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (?) إلى قوله سبحانه: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (?) وقال تعالى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015