{قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ} (?) وقال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح: «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا (?) » متفق عليه من حديث معاذ - رضي الله عنه -.
وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار (?) » ، وقال - عليه الصلاة والسلام -: «الدعاء هو العبادة (?) » ، وفي صحيح مسلم عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار (?) » وفي صحيح مسلم أيضا عن طارق الأشجعي - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل (?) » .
وفي الصحيحين عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «قلت يا رسول الله: أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك (?) » الحديث، والأحاديث في هذا الباب كثيرة، ولا شك أن المستغيث بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أو بغيره من الأولياء والأنبياء والملائكة أو الجن، إنما فعلوا ذلك معتقدين أنهم يسمعون دعاءهم ويقضون حاجاتهم وأنهم يعلمون أحوالهم وهذه أنواع من الشرك الأكبر؛ لأن الغيب لا يعلمه إلا الله عز وجل، ولأن الأموات قد انقطعت أعمالهم وتصرفاتهم في عالم الدنيا، سواء كانوا أنبياء أو غيرهم؛ ولأن الملائكة والجن غائبون عنا مشغولون بشئونهم.
وليس لنا أن نصرف لهم شيئا من حق الله أو ندعوهم مع الله عز وجل؛ لأن الله سبحانه أمرنا أن نعبده وحده دون ما سواه، وأخبر أنه خلق الثقلين لذلك، كما تقدم ذكر الآيات في هذا