كاذبة كأن يراه أمرد لا لحية له، أو يراه أسود اللون أو ما أشبه ذلك من الصفات المخالفة لصفته - عليه الصلاة والسلام -؛ لأنه قال - عليه الصلاة والسلام -: «فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي (?) » فدل ذلك على أن الشيطان قد يتمثل في غير صورته - عليه الصلاة والسلام - ويدعي أنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أجل إضلال الناس والتلبيس عليهم.
ثم ليس كل من ادعى رؤيته - صلى الله عليه وسلم - يكون صادقا وإنما تقبل دعوى ذلك من الثقات المعروفين بالصدق والاستقامة على شريعة الله سبحانه، وقد رآه في حياته - صلى الله عليه وسلم - أقوام كثيرون فلم يسلموا ولم ينتفعوا برؤيته كأبي جهل وأبي لهب وعبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين وغيرهم، فرؤيته في النوم - عليه الصلاة والسلام - من باب أولى.
السؤال الثالث: هل الرسول - صلى الله عليه وسلم - حي في قبره أم لا، وهل يعلم في قبره بأمور الدنيا، وهل هذه العقيدة شرك أم لا؟
الجواب: قد صرح الكثيرون من أهل السنة بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - حي في قبره حياة برزخية لا يعلم كنهها وكيفيتها إلا الله سبحانه، وليست من جنس حياة أهل الدنيا بل هي نوع آخر يحصل بها له - صلى الله عليه وسلم - الإحساس بالنعيم ويسمع بها سلام المسلم عليه عندما يرد الله عليه روحه ذلك الوقت، كما في الحديث الذي رواه أبو داود بإسناد حسن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام (?) » وخرج البزار بإسناد حسن عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام (?) » وأخرج أبو داود بإسناد جيد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تجعلوا