«أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله (?) » . فدل هذا الحديث وما جاء في معناه على أن الذي يبخل بالزكاة ويمتنع منها ويقاتل دونها ولا يؤديها فإنه يباح قتاله، كما قاتل الصديق - رضي الله عنه - مانعيها؛ لأنه لا يكون معصوم الدم إلا بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولهذا لما امتنع بعض العرب بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - من الزكاة قاتلهم الصحابة حتى يؤدوها، فإن بعض العرب لما توفي النبي - عليه الصلاة والسلام - ارتدوا عن الإسلام وتنوعت ردتهم، فبعضهم قال: لو كان نبيا ما مات، وجهل أن الأنبياء ماتوا قبله - عليه الصلاة والسلام -.
وبعضهم قال: هذه الزكاة لن نؤديها. وبعضهم ارتد بأنواع أخرى، فقام أبو بكر في الناس خطيبا - رضي الله عنه وأرضاه - وحث الصحابة على قتالهم حتى يدخلوا في الإسلام كما خرجوا منه، فراوده عمر في ذلك وقال له: «كيف تقاتل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟ فقال أبو بكر: إنا قد أمرنا أن نقاتل الناس حتى