وقوله عز وجل: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (?) {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ} (?) الآية، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخره، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه (?) » وقال صلى الله عليه وسلم: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته (?) » وقال صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه (?) » وقال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى (?) » والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وبناء على ما دلت عليه هذه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الصحيحة من الأمر بالإنفاق في سبيل الله ومساعدة المحاويج والتعاون بين المسلمين، فإني أهيب بجميع المسلمين في كل مكان إلى المبادرة بمساعدة إخوانهم في بنجلاديش والوقوف في صفهم ودعمهم بما يجبر مصيبتهم ويخفف من آلامهم ويسد بعض حاجتهم من أنواع المال والدعم والمساعدة من الزكاة وغيرها - طاعة لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومسارعة إلى مواساة إخوانهم في الكربة وإعانتهم طلبا للأجر من الله سبحانه رغبة فيما عنده من جزيل الثواب، ورحمة لإخوانهم في بنجلاديش، وجبرا لهم وتعاطفا معهم، وقد وعد الله المنفقين في سبيله بالخلف الجزيل والأجر العظيم، كما قال الله عز وجل: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (?) وقال سبحانه: {لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} (?) وقال سبحانه: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} (?) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يتصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، إلا تقبلها الله بيمينه فيربيها لصاحبها حتى تكون مثل الجبل (?) » والآيات