وفي الصحيحين: «أن رجلا دخل المسجد - مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه فصلى ولم يتم صلاته، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام عليه الصلاة والسلام، وقال له عليه الصلاة والسلام ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى كما صلى، فعلها ثلاث مرات كلما جاء سلم ورد عليه النبي السلام وقال له ارجع فصل فإنك لم تصل فقال الرجل في الثالثة: والذي بعثك بالحق نبيا ما أحسن غير هذا فعلمني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن (?) » . وفي اللفظ الآخر: «ثم اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها (?) » فبين صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل المسيء صلاته كيفية الصلاة التي شرعها الله لعباده، وأمره أن يلتزم بذلك.

وفي هذا الحديث العظيم بيان أن الطمأنينة في الصلاة لا بد منها، وأن من لم يطمئن فلا صلاة له، ولا فرق في ذلك بين صلاة الفرض والنفل، لكن صلاة الفرض أهم وأعظم.

فالواجب على جميع المسلمين من الرجال والنساء أن يصلوا كما أمر الله ورسوله، والله سبحانه يقول: وأقيموا الصلاة يعني أدوها قائمة تامة، وأن يؤدوا الزكاة كما أمر الله في قوله سبحانه: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} (?) وعلى الجميع أن يتفقهوا في ذلك، ويسألوا أهل العلم عما أشكل عليهم، وعلى الجميع صوم رمضان كل سنة، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وعلى الجميع أيضا حج بيت الله الحرام مرة في العمر من الرجال والنساء إذا استطاعوا ذلك لقول الله سبحانه: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} (?)

وعلى جميع المكلفين أيضا القيام بأوامر الله الأخرى من بر الوالدين وصلة الرحم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015