فقال - صلى الله عليه وسلم -: " فمن أعدى الأول " (?) » . والمعنى: أن الذي أنزل الجرب في الأول هو الذي أنزله في الأخرى، ثم بين لهم - صلى الله عليه وسلم - أن المخالطة تكون سببا لنقل المرض من الصحيح إلى المريض، بإذن الله عز وجل؛ ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يورد ممرض على مصح (?) » . والمعنى: النهي عن إيراد الإبل المريضة ونحوها بالجرب ونحوه مع الإبل الصحيحة؛ لأن هذه المخالطة قد تسبب انتقال المرض من المريضة إلى الصحيحة بإذن الله، ومن هذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: «فر من المجذوم فرارك من الأسد (?) » ؛ وذلك لأن المخالطة له قد تسبب انتقال المرض منه إلى غيره، وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أن انتقال الجذام من المريض إلى الصحيح إنما يكون بإذن الله، وليس هو شيئا لازما.