قال وهيب بن ورد: رب عالم يقول له الناس: عالم، وهو معدود عند الله من الجاهلين.
وفي "صحيح مسلم" (?) عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلم "إن أول من تسعر به النار ثلاثة: أحدهم من قرأ القرآن وتعلم العِلْم ليقال هو قارئ أو هو عالم، ويقال له: قد قيل ذلك، ثم أمر به فيسحب عَلَى وجهه حتي ألقي في النار".
فإن لم تقنع نفسه بذلك حتى تصل درجة الحكم بين الناس، حيث كان أهل الزمان لا يعظمون من لم يكن كذلك ولا يلتفتون إِلَيْهِ، فقد استبدل الَّذِي هو أدنى بالذي هو خير وانتقل من درجة العُلَمَاء إِلَى درجة الظلمة.
ولهذا قال بعض السَّلف لما أريد عَلَى القضاء فأباه: إِنَّمَا تعلمت العِلْم لأحشر به مع الأنبياء لا مع الملوك؛ فإن العُلَمَاء (يحشرون) (*) مع الأنبياء والقضاة (يحشرون) (*) مع الملوك.
ولابد للمؤمن من صبر قليل حتى يصل به إِلَى راحة طويلة، فإن جزع ولم يصبر فهو كما قال ابن المبارك: من صبر فما أقل ما يصبر، ومن جزع فما أقل ما يتمتع.
وكان الإمام الشافعي رحمه الله ينشد:
يا نفس ما هي إلا صبر أيام ... كان مدتها أضغاث أحلام
يا نفس جوري عن الدُّنْيَا مبادرة ... وخل عنها فإن العيش قدام
فنسأل الله تعالى علماً نافعًا، ونعوذ به من علم لا ينفع، ومن قلب لا