ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدُّنْيَا". وقال: "إنه ليمرُّ عَلَى القلب أوقات يضحك فيه ضحكًا".
وقال ابن المبارك وغيره: "مساكين أهل الدُّنْيَا خرجوا عنها ولم يذوقوا أطيب ما فيها". قيل: ما أطيب ما فيها؟ قال: "معرفة الله".
وقال آخر: "أوجدني الله قلبًا طيبًا حتى قلت: إن كان أهل الجنة في مثل هذا فإنهم في عيش طيب".
وقال مالك بن دينار: "ما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله".
وهذا باب واسع جدًّا.
والمعاصي تقطع هذه المواد وتغلق أبواب هذه الجنة المعجلة وتفتح أبواب الجحيم العاجلة من الهم والغم والضيق والحزن والتكدر وقسوة القلب وظلمته وبعده عن الرب عز وجل وعن مواهبه السنية الخاصة بأهل التقوى، كما ذكر ابن أبي الدُّنْيَا بإسناده عن علي رضي الله عنه قال: "جزاء المعصية الوهن في العبادة والضيق في المعيشة والتعس في اللذة قيل: وما التعس في اللذة؟ قال: "لا ينال شهوةً حلالاً إلا جاء ما يُبَغِّضُهُ إياها".
وعن الحسن قال: "العمل بالحسنة نور في القلب وقوة في البدن والعمل بالسيئة ظلمة في القلب ووهن في البدن".
وروى ابن المنادي وغيره عن الحسن قال: "إن للحسنة ثوابًا في الدُّنْيَا وثوابًا في الآخرة، وإن للسيئة ثوابًا في الدُّنْيَا وثوابًا في الآخرة؛ فثواب الحسنة في الدُّنْيَا: البصر في الدين، والنور في القلب، والقوة في البدن مع صحبة حسنة جميلة؛ وثوابها في الآخرة: رضوان الله عز وجل، وثواب السيئة في الدنيا: العمى في الدين، والظلمة في القلب، والوهن في البدن مع عقوبات ونقمات، وثوابها في الآخرة: سخط الله عز وجل والنار.