وفي "المسند" (?) عن أبي ذر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَخْلَصَ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ وَجَعَلَ قَلْبَهُ سَلِيمًا، وَلِسَانَهُ صَادِقًا، وَنَفْسَهُ مُطْمَئِنَّةً، وَخَلِيقَتَهُ مُسْتَقِيمَةً، وَجَعَلَ أُذُنَهُ مُسْتَمِعَةً، وَعَيْنَهُ نَاظِرَةً، فَأَمَّا الْأُذُنُ فَتَسمِعٌ، وَالْعَيْنُ مُقِرَّةٌ بِمَا يُوعَى الْقَلْبُ، فَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ جَعَلَ قَلْبَهُ وَاعِيًا".

وفي حديث ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دعائه: "وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ (?) سَخِيمَةَ (?) صَدْرِي" خرجه الترمذي (?).

وسخيمة الصدر: ما فيه من الغل والغش، والحسد ونحو ذلك.

قال خالد الربعي: أمر سيدُ لقمان لقمانَ، بذبح شاة وقال له: ائتني بأطيبها مضغتين. فأتاه باللسان والقلب! فَقَالَ له: أما وجدت فيها أطيب من هذين؟! قال: لا. ثم أمره أن يذبح شاة أخرى، وقال له: ألق أخبثها مضغتين فألقى اللسان القلب! فَقَالَ له: أما كان فيها أخبث من هذين؟! قال: لا. فسأله عن فعله الأول والثاني، فَقَالَ: إنه ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا!

تعاهد لسانك إِنَّ اللسان ... سريع إِلَى المرء في قتله

وهذا اللسان بريد الفؤاد ... يدل الرجال عَلَى عقله

إذا سلم القلب وصدق اللسان، ترجم اللسان الصادق عن القلب السليم بأنواع السلامة، فهذا المسلم الَّذِي سلم المسلمون من لسانه ويده.

وإذا فسد القلب فسد اللسان، فترجم عن القلب بأنواع الفساد، وهذا الفاجر المعلن بفجوره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015