قوله -صلى الله عليه وسلم-: "وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ" هذا كما وصى النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذًا أن يقول في دبر كل صلاة: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ" (?).

فهذا أمران:

أحدهما: شكر العم، وهو مأمور به، قال تعالى: {وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} (?)، وقال: {وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (?) والشكر بالقلب واللسان والعمل بالجوارح.

فالشكر بالقلب: الاعتراف بالنعم للمنعم، وأنها منه وبفضله، وجاء من حديث عائشة مرفوعًا: "مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً، فَعَلِمَ أَنَّهَا مِنَ اللَّهِ، إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ شُكْرُهَا" (?).

ومن الشكر بالقلب محبة الله عَلَى نعمه، ومنه حديث ابن عباس المرفوع: "أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ (*) بِهِ مِنْ (النِّعَمِ) (**) " (?).

قال بعضهم: إذا كانت القلوب جبلت عَلَى حب من أحسن إليها، فواعجبًا لمن لا يرى محسنًا إلا الله، كيف لا يميل بكليته إِلَيْهِ؟!

وقال بعضهم:

إذا أنت لم تزدد على كل نعمة ... لمؤتيكها حبًّا فلست بشاكر

إذا أنت لم تؤثر رضى الله وحده ... عَلَى كل ما تهوى فلست بصابر

والشكر باللسان: الثناء بالنعم وذكرها، وتعدادها وإظهارها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015