ولأبي العتاهية:

ألا للموت كأس أي كأس ... وأنت لكأسه لابد حاسي

إِلَى كم والممات إِلَى قريب ... تذكر بالممات وأنت ناسي

وفي الجملة فينبغي للمؤمن أن يكون طول عمره زيادة في عمله، كما في "صحيح مسلم" (?) عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنه كان يدعو: واجعل الحياة زيادة لي في كل خير".

قال بعضهم: من لا خير له في الموت لا خير له في الحياة.

يعني من لا تكون حياته زيادة في حسناته فلا خير له في الموت ولا في الحياة وقد رأى بعضهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه فَقَالَ له: «مَنِ اسْتَوَى يَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ، وَمَنْ كَانَ يَوْمُهُ شَرًّا مِنْ أَمْسِهِ فَهُوَ مَلْعُونٌ، وَمَنْ لَمْ يَتَفَقَّدُ الزِّيَادَةِ فِي عَمَلِهِ فَهُوَ فِي نُقْصَانٍ، وَمَنْ كَانَ فِي نُقْصَانٍ فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لَهُ» (?).

وقال ميمون بن مهران: لا خير في الحياة إلا لتائب، أو لرجل يعمل في الدرجات يعني أن التائب يمحو بتوبته ما سلف من السيئات، والعامل في الدرجات تعلو درجاته بما يعمل من الحسنات، فهذا يزيد حسناته والأوّل يمحو سيئاته، فما عدا هذين الرجلين فلا خير لهما في الحياة.

ولهذا قال بقية: عمر المؤمن لا قيمة له [إلا أن] (?) يتوب فيه من السيئات ويستدرك فيه ما مات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015