وهذا يبين معنى ما في صحيح البخاري (?) عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم، أنّه قَالَ: "ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار" أن المراد ما تحت الكعب من البدن والثوب معًا. وأنه يسحب ثوبه في النار كما يسحبه في الدُّنْيَا خيلاء.
وسيأتي حديث: "أهون أهل النار عذابًا، من في قدميه نعلان من نار، يغلي منهما دماغه". فيما بعد إن شاء الله تعالى.
وفي كتاب أبي داود (?) والنسائي (?) والترمذي (?)، عن بريدة أن النبيّ صلّى الله عليه وسلم، رأى عَلَى رجل خاتمًا من حديد، فَقَالَ: "مالي أرى عليك حلية أهل النار؟! ".
وروى حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم: "أن أول من يكسى حلة من النار إبليس، يضعها عَلَى حاجبيه، وبسحبها من خلفه [و] (*) ذريته من خلفه، وهو يقول: يا ثبوره! وهم ينادون: يا ثبورهم! حتى يقفوا عَلَى النار، فيقول: يا ثبوره! فيقول: يا ثبورهم فيقال: {لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا} [الفرقان: 14] خرّجه الإمام أحمد (?).
وفي حديث عدي الكندي، عن عمر، أن جبريل قَالَ للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "والذي بعثك بالحق، لو أن ثوبًا من ثياب أهل النار، علق بين السماء والأرض، لمات من في الأرض كلهم جميعًا من حره"، وخرّجه الطبراني، وسبق ذكر إسناده.
وفي موعظة الأوزاعي للمنصور قَالَ: بلغني أن جبريل قَالَ للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر بنحوه.