إذا أردت شريف الناس كلهم ... فانظر إِلَى ملك في زي مسكين

ذاك الَّذِي حسُنت في الناس سيرته ... وذاك يصلح للدنيا وللدين

وكان علي رضي الله عنه يعاتب عَلَى لباسه فيقول: هو أبعدُ من الكبر، وأجدر أن يقتدي بي المسلم (?).

وعُوتب عمر بن عبد العزيز عَلَى ذلك فَقَالَ: إن أفضل القصد عند الجدة. يعني: أفضل ما اقتصد الرجل في لباسه عقدرته ووجدانه.

وفي سنن أبي داود (?) وغيره (?) عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "البذاذة من الإيمان" يعني: التقشف.

وفي الترمذي (?) عن النبي صلّى الله عليه وسلم: "من ترك اللباس تواضعًا لله عز وجل وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة [عَلَى رؤوس الخلائق] (?) حتى يخيره من أي حُلل الإيمان شاء يلبسها".

وخرَّجه أبو داود (?) من وجه آخر ولفظه: "من ترك ثوب جمال -أحسبه قال: تواضعًا- كساه الله حلة الكرامة".

وإنما يُذم من ترك اللباس مع قدرته عليه بخلا عَلَى نفسه، أو كتمانًا لنعمة الله عز وجل، وفي هذا جاء الحديث المشهور: "إن الله إذا أنعم عَلَى عبد نعمة أَحَبّ أن يرى أثر نعمته عَلَى عبده" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015