خمس وخمسين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية.
وكتب في آخرها: بَلَغَ مقابلة وتصحيحًا عَلَى حسب الطاقة والإمكان، ولابد في الأصل من خلل بسبب الكاتب.
وهذه النسخة مقابلة عَلَى نسخة أخرى ويذكر كاتبها اختلاف بعض الألفاظ عَلَى حاشيتها ويضع بجوارها حرف (خ) أي في نسخة أخرى كذا!
إلا أن هذه النسخة يكثر فيها الخطأ في أسماء الرواة، إلا أنها دقيقة في نقل ألفاظ الأحاديث.
أما النسخة المطبوعة فهي بتحقيق بشير محمد عيون وطبعت بمكتبة المؤيد، وهي نسخة جيدة بذل فيها المحقق قصارى جهده، وقد استفدت منه في مواضع كثيرة، خاصة في نقل معاني الكلمات، إلا أن بها بعض الأخطاء، وسأذكر بعضها عَلَى سبيل المثال:
1 - في ص 18 كتب وخرج الترمذي من حديث يحيى بن عبد الله، والصواب: يحيى بن عبيد الله كما في سنن الترمذي برقم (2601) وقد قال الترمذي عقب تخريجه للحديث: هذا حديث إِنَّمَا نعرفه من حديث يحيى بن عبيد الله، ويحيى بن عبيد الله ضعيف عند أكثر أهل الحديث، تكلم فيه شعبة.
ويحيى بن عبيد الله -هو ابن مَوْهِبٍ- وهو مدني.
وقد روى الترمذي من طريق ابن المبارك عنه في ثلاث مواضع في "سننه":
أولها: في "كتاب البر والصلة".
- باب ما جاء في شفقة المسلم عَلَى المسلم برقم (1929) قال: حدثني أحمد بن محمد، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا يحيى بن عبيد الله، عن أييه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أحدكم مرآة أخيه، فإن رأى به أذى فليمطه عنه". وقال الترمذي: ويحيى بن عبيد الله ضعفه شعبة.
الثاني: في "كتاب الزهد" - برقم (2403) قال: حدثنا سويد بن نصر، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا يحيى بن عبيد الله قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من أحد يموت إلا ندم".