ولو استقصينا ما في هذا الباب من الأخبار والآثار لطال الكتاب جدًّا.
ومن الأنس -بالله عز وجل- الأنس بكلامه وذكره والأنس بالعلم النافع الَّذِي بلغه رسوله - صلى الله عليه وسلم - عنه.
وروى أبو نعيم بإسناده عن ذي النون قال: "الأنس بالله نور ساطع، والأنس بالناس غم واقع".
"قيل لذي النون: ما الأنس بالله؟ قال: العِلْم والقرآن".
ومن كلام الفضيل بن عياض: "كفى بالله محبًّا وبالقرآن مؤنسًا وبالموت واعظًا، اتخذ الله صاحبًا وح الناس جانبًا.
وقال: "من لم يستأنس بالقرآن فلا أنس الله وحشته".
وقد رُوي من حديث أنس مرفوعًا: "علامة حب الله: حُبُّ ذكره، وعلامة بغض الله بغضُ ذكره" (?) من طريقين غير صحيحين.
وكان فتح الموصلي يقول: "المحب لله لا يجد مع حب لله -عز وجل- للدنيا لذة، ولا يغفل عن ذكر الله -عز وجل- طرفة عين".
خرجه إبراهيم بن الجنيد.
وخرج أيضاً بإسناده عن الربيع بن أنس عن بعض أصحابه قال: "علامة حب الله: كثرة ذكره، فإنك لن تحب شيئًا إلا أكثرت ذكره، وعلامة الدين: الإخلاص لله -عز وجل- وعلامة العِلْم خشية الله -عز وجل-، وعلامة الشكر: الرضا بقضاء الله -عز وجل- والتسليم للقدر".
ومما ينشأ من معرفة الله -تعالى- ومحبته الاكتفاء به والاستغناء به عن خلقه.
ومنه قول أحمد بن عاصم الأنطاكي: "من عرف الله -عز وجل- اكتفى