"المجاهد من جاهد في الله" (?).

وقال عبد الله بن عمرو لرجل سأله عن الجهاد: ابدأ بنفسك فجاهدها، وابدأ بنفسك فاغزها.

ويروى بإسناد ضعيف من حديث "جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لقوم رجعوا

من الغزو: قَدِمْتُمْ مِنَ الْجِهَادِ الْأَصْغَرِ إِلَى الْجِهَادِ الْأَكْبَرِ. قيل وما الجهاد الأكبر؟ قال: مُجَاهَدَةِ الْعَبْدِ هَوَاهُ" (?).

وقال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في وصيته لعمر رضي الله عنه حين استخلفه: إن أول ما أحذرك نفسك التي بين جنبيك.

ويروى من حديث سعد بن سنان عن أنس -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن حديث أبي مالك الأشجعي عن النبي صلّى الله عليه وسلم مرسلاً قال: "لَيْسَ عَدُوُّكَ الَّذِي إِذَا قَتَلَكَ أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ، وَإِذَا قَتَلْتَهُ كَانَ لَكَ نُورًا، أَعْدَى عَدُوّكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْكَ" (?).

وأخذ هذا المعنى العباس بن الأحنف الشاعر فَقَالَ:

قلبي إِلَى ما ضرني داعي ... يكثر أحزاني وأوجاعي

لقل ما أبقى عَلَى ما أرى ... يوشك أن ينعاني الناعي

كيف احتراسي من عدوي إذا ... كان عدوي بين أضلاعي

فهذا الجهاد أيضاً يحتاج إِلَى صبر، فمن صبر عَلَى مجاهدة نفسه وهواه وشيطانه غلب وحصل له النصر، ومن جزع ولم يصبر عَلَى مجاهدة ذلك غلب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015