لأنّ العبد قد يعزم عَلَى الرضا بالقضاء قبل وقوعه، فَإِذَا وقع انفسخت تلك العزيمة.

فمن رضي بعد وقوع القضاء، فهو الراضي حقيقة.

وفي الجملة: فالصبر واجب لابد منه، وما بعده إلا السخط، ومن سخط أقدار الله فله السخط مع ما يتعجل له من الألم وشماتة الأعداء به أعظم من جزعه، كما قال بعضهم:

لا تجزعن من كل خطب عرا ... ولا ترى الأعداء ما يشمتوا

يا قوم بالصبر ينال المنى ... إذا لقيتم فئة فاثبتوا (*)

وقال النبي صلّى الله عليه وسلم:

"من يتصبر يصبره الله، وما أُعطي أحد عطاءً خيرًا ولا أوسع من الصبر" (?).

وقال عمر: وَجدنا خير عيشنا بالصبر (?).

وقال علي: إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له (?).

وقال الحسن: الصبر كنز من كنوز الجنة، لا يعطيه الله إلا لمن كرم عليه.

وقال ميمون بن مهران: ما نال أحد شيئًا من جسيم الخير، نبي فمن دونه إلا بالصبر.

وقال إبراهيم التيمي: ما من عبد (وهبه الله) (**) صبراً عَلَى الأذى،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015