ضمانِ السير في المسارِ الصحيح دونَ تعثر أو انحِرَاف.
وقد أعَدَّ الله العقولَ بصفة عامة لإِدراك ما هو مطلوب شرعا، وأعدّ لها ما يُسدِّدُها فيه من الفطرة التي لم تُفْسِدْهَا الأهواء، والآياتِ الظاهرِة في الأنْفُسِ والآفاقِ، ثم أكمل بالشرع المتمثِّلِ بالكتاب وناطقِ السنة.
وقد اكتفى السلفُ الصالحُ بالقرآن الكريم إِلى جانب السنة في اتخاذه دليلًا وهاديا، وقد استنبطوا من آياته قواعدَ النظر العقلي، فكانوا من أقدر الناس على توضيح مسائل الاعتقاد، وتوثيقها بالحجة والبرهان والإِجابة عن كل تساؤل أو تشكيك في الاعتقاد.
2 - اتباع السلف الصالح في تفسير النصوص: ونعني بالسلف الصالح، الصحابةَ والتابعين مِنْ أهل القرون الثلاثة الممتدحة الذين يَتقيَّدونَ بالكتاب والسنةِ نصا ورُوحًا، دُونَ مَنْ وصف بالبدعة، كالخوارج، والقدرية، والمعتزلة، وغيرهم منَ الفِرَق.
وإِنما يُؤخذُ برأيهم، ويُعتَدُّ به، لكونهم أبَرَّ قلوبًا، وأعمقَ علمًا، وأقل تكلّفًا، وأقربَ إِلى التوفيق، لما