Q ما الدليل على أن الكرامات قد تقع من أهل البدع؟ وما الدليل على أن الكرامة لا ينبغي أن ينشرها الإنسان بين أحبابه وزملائه؟
صلى الله عليه وسلم الكرامات تختلط أحياناً بالخوارق التي فيها فتنة، فمثلاً: إنسان دعا عند قبر اعتقاداً منه أن الدعاء عند القبر يكون مجاباً بناء على تعلق قلبه بصاحب القبر هذا، فتكون هذه ظاهرها الكرامة وهي استدراج، قد ينتفع بمثل هذا العمل انتفاعاً أحياناً يكون خارقاً للعادة، كأن يشفى من مرض معضل، أو يحدث له شيء لم يكن يحدث عادة من جانب نفع أو دفع ضر، ويكون هذا من باب الابتلاء، أن الله عز وجل وكله إلى ما فعل ويخسر بذلك دينه ويكسب ما يريد من متاع الدنيا.
أما كون الكرامة لا تنشر فلأن هذا نهج السلف، والصحابة رضي الله عنهم كانوا يكرهون نشرها، وهو من سبيل المؤمنين، ولأن هذا يجده أي إنسان عنده نوع من التورع وأحواله القلبية على مقتضى الشرع، يجد أنه إذا تحدث عن كرامته فإن نفسه تميل إلى الغرور والرياء، وما دام أكرمه الله بكرامة فينبغي أن يحفظ ما بينه وبين ربه عز وجل حتى يكون أعظم لأجره.
أما الحديث عن الكرامة أحياناً من باب الاتعاظ أو من باب تبشير الناس بالخير أو من باب الفائدة للآخرين المتحققة، فهذا يكون بقدر وبضوابطه الشرعية.