Q قلتم: إن الثلاثة والسبعين فرقة لا تخرج من دائرة الإسلام، فكيف توفقون جمعاً بين هذا الحديث وبين حديث: (كلها في النار إلا واحدة)، وهل نحكم على أعيان هذه الفرق والمذاهب بأنهم أهل أهواء؟
صلى الله عليه وسلم الحديث نفسه يحكم بأنهم من أهل الملة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن اليهود افترقوا على إحدى وسبعين والنصارى على ثنتين وسبعين، وقال: (ستفترق هذه الأمة)، أمة الإجابة أمة الإسلام على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وقوله: (في النار) يعني: من أهل الوعيد، كما أن أهل الكبائر في النار، الزاني إذا مات مصراً على كبيرته، وكذا آكل الربا كلهم إذا ماتوا ولم يتغمدهم الله برحمته فهم من أهل النار حتى يتطهروا فيها، ثم يخرجون منها؟ فأهل الافتراق من أهل النار، يعني: من أهل الوعيد ومن أهل الكبائر؛ لأن بدعهم كبائر، فالأمر بين بحمد الله، ولذلك ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن هذا مما اتفق عليه سلف الأمة، أنهم اتفقوا على أن الثنتين والسبعين فرقة لا تخرج من الملة، وإذا خرجت فرقة من الملة لم تعد من الثنتين والسبعين بل صارت من أهل الردة، نسأل الله العافية.