Q من أول من قسّم التوحيد إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، هل هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أم الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله؟
صلى الله عليه وسلم تقسيم التوحيد أو غيره من التقسيمات العلمية التي احتاجها المسلمون على مدى التاريخ هذه أمور راجعة إلى تطور العلم الشرعي عبر التاريخ، وتطور تقسيمات العلم وأنماطه وموضوعاته، فمثلاً: جاء في عهد التابعين تسمية النصوص إلى أحاديث وآثار وقرآن وسنة وعلوم قرآن كما في القرون الثلاثة الفاضلة، كما قُسّم العلم الشرعي إلى فقه وأصول فقه وهذه التقسيمات فنية علمية موضوعية ترجع إلى تقريب العلم للناس، ومن ذلك تقسيم التوحيد، وليس تقسيم التوحيد توقيفياً ولا ضرورياً، ولا مشاحة فيه؛ لأنه يجوز أن نقسّم التوحيد إلى ثلاثة أو إلى خمسة، يمكن أن أقسّم وأقول: توحيد الذات، وتوحيد الأسماء، وتوحيد الصفات، وتوحيد الأفعال، وتوحيد الأخبار ليس هناك مانع.
وهناك من لمّح إلى تقسيم التوحيد قبل شيخ الإسلام ابن تيمية تلميحات واضحة لكنهم ما جعلوا له التقسيم الموضوعي الفني كما فعل هو؛ لأنه احتاج إلى تقسيم التوحيد نظراً لكثرة الخلل في هذا الجانب عند المخالفين فوضّح ما كان عليه السلف.
فالقضية لا تحتاج إلى مثل هذه الحساسية من بعض الذين أنكروا على شيخ الإسلام ابن تيمية ولا أيضاً إلى التعصب عليها عند الذين جعلوها وكأنها توقيفية، فالأمر لا هذا ولا ذاك، فالتقسيم علمي والاستقراء علمي واضح ودقيق ولا مشاحة عليه ولا مشاحة في الاصطلاح.