تم ما صنع الله تعالى بحسن الخاتمة ودوام العافية في الربع الأخير من ليلة السبت من شهر الصفر ختمه الله بالخير والظفر سنة ثمان وسبعين وتسعمائة في البلد المسمى بالفتن- صانه الله من الفتن! ولما انتهى الكلام على حسب المرام جاء بحمد الله بحرًا ذاخرًا، يحلى من خدمه بلالي ذخائره في العلوم الشرعية وكنزًا وافرًا، يزين من لازمه بجواهر خزائنه في الفنون النبوية، ويحل محلًا يتأهل به لأن ينصب منصب المحدثين، ويجاز له في رواية الأحاديث ومسانيد المسندين، فأردت أن أختمه بمباحث تفيد له الخبرة على الإجمال في كل شعبها، ويزيد له زيادة بصيرة في مطالعتها واستفادتها وإفادتها، ليتم له شروط الرواية والاستجازة والإجازة، ويكمل له مزية البراعة والإمامة والخلافة، فأقول وبالله التوفيق:
فصل في علومه واصطلاحاته
"الصحيح" ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله وسلم عن شذوذ وعلة. و"الشذوذ" أن يرويه الثقة مخالفًا لغيره. و"الحسن" ما لا يكون في إسناده متهم ولا يكون شاذاّ ويروي من غير وجه نحوه. و"الضعيف" ما لم يجتمع فيه شرطًا الصحة والحسن. و"المسند" ما اتصل سنده مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. و"المتصل" ما اتصل سنده سواء كان مرفوعًا إليه أو موقوفًا. و"المرفوع" ما أضيف إليه صلى الله عليه وسلم سواء كان متصلًا أو منقطعًا، فالمتصل يكون مرفوعًا وغيره، والمرفوع يكون متصلًا وغير متصلن والمسند متصل مرفوع. و"المعلق" ما حذف من مبدأ إسناده واحد فأكثر. و"الغريب" ما تفرد واحد عمن يجمع حديثه كالزهري. و"الموقوف" ما روى عن الصحابي من قول أو فعل متصلًا ومنقطعًا، وهو ليس بحجة. و"المقطوع" ما جاء عن التابعين. و"المرسل" قول التابعين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. و"المنقطع" ما لم يتصل إسناده من الأول أو الآخر. "المعضل" ما سقط من سنده اثنان. و"المنكر" ما فيه أسباب خفية غامضة