والمراد ما يتوصل به إلى المغيبات المحيط علمه بها، مستعار من جمع مفتح- بالكسر وهو المفتاح، قوله: لا يعلم أحد ما في غد- شامل لعلم وقت الساعة وغيره، ولا يعلم ما في الأرحام- أي لا يعلم ذكر أم أنثى شقي أو سعيد إلا حين أمر الملك به، وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت- كما لا تدري بأي وقت تموت. وح: "فتحت" أبواب السماء، كناية عن تنزيل الرحمة وإزالة الغلق عن مصاعد أعمال العباد تارة ببذل التوفيق وأخرى بحسن القبول، وغلق أبواب جهنم كناية عن نفرة أنفس الصوام عن رجس الفواحش والتخلص عن بواعث المعاصي، وجوز القاضي الفتح حقيقة تعظيمًا للشهر أو عبارة عما يفتح لعباده من الطاعات، قيل: المراد من السماء الجنة. ط: وح: "فتحت" أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم، لا يحمل على ظاهره لأنه ذكر لمن على الصوام، وبالحمل على ظاهره يخلو عن الفائدة لأن الإنسان ما دام في هذه الدار فإنه مبشر بدخوله في أحدهما. ن: معنى فتحها يوم الاثنين والخميس عبارة عن كثرة الصفح والغفران ورفع المنازل، أو هو على ظاهره وفتحها علامة لذلك. ط: "ستفتح" عليكم الأمصار، وستكون جنود مجندة يقطع فيها بعوث فيكره الرجل البعث فيتخلص من قومه، ثم يتصفح القبائل يعرض نفسه عليهم: من أكفيه بعث كذا، ألا! وذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه، يعني إذا بلغ الإسلام في كل ناحية يحتاج الإمام إلى أن يرسل في كل ناحية جيشًا لئلا يغلب كفار تلك الناحية على مسلميهم، أقول: هذا بناء على كونهم جنودًا مجندة أي مجموعة بعد فتح البلاد، والأوجه كون الجنود مبعوثين لفتحها، فيضمن فتح معنى اطلع نحو "بما فتح الله عليكم" أي أطلعكم، أخبر صلى الله عليه وسلم بأنهم سيطلعون على فتح الأمصار لهم وبأنهم سيكونون جنودًا مجندة، يقطع عليكم فيها بعوث- أي يقدر عليكم في تلك الجنود جيوش أي يلزمون أن يخرجوا بعوثًا من كل قوم إلى الجهاد، فيتخلص رجل- أي يخرج منهم طالبًا لخلاصه من أن يبعث، ثم يتصفح القبائل