- ألا يا سائقَ الأطغانِ عرجْ ... وسلْ تلكَ المدائنَ من بناها
- فسوف تجيبكَ الخرباتُ فيها ... بكلِّ سريرةٍ ملكتْ يداها
- ستخبركَ الرسومُ بأن قوماً ... بنوها في الدنا وحَمَوا حِماها
- وأن بهم شريفاً مستقيماً ... بعيداً في السريرةِ عن خناها
- وفيهم من تخلقِهِ رياءٌ ... إِذا ذكرَ الدنا جَهراً نعاماً
- يحذرُ قومَهُ مما حَوَتْهُ ... ويتبعُ نفسَهُ سراً هَواها
- إِذا نالتْ بها طعاماً ... بأيِّ وسيلةٍ سامى وباها
- وفيهمْ من قلى الدنيا عفافاً ... وَطلَقَّ حبها وجفى مُناها
- إِذا ما أبصرتْ عيناهُ منها ... زَحافها تفكرَ في فناها
- وتلكَ طبيعةُ الدنيا فما من ... ضَحُوكٍ بالدنا إِلا بَكاها
عبد الكريم بن جهيمان