- ألا يا سائقَ الأطغانِ عرجْ ... وسلْ تلكَ المدائنَ من بناها

- فسوف تجيبكَ الخرباتُ فيها ... بكلِّ سريرةٍ ملكتْ يداها

- ستخبركَ الرسومُ بأن قوماً ... بنوها في الدنا وحَمَوا حِماها

- وأن بهم شريفاً مستقيماً ... بعيداً في السريرةِ عن خناها

- وفيهم من تخلقِهِ رياءٌ ... إِذا ذكرَ الدنا جَهراً نعاماً

- يحذرُ قومَهُ مما حَوَتْهُ ... ويتبعُ نفسَهُ سراً هَواها

- إِذا نالتْ بها طعاماً ... بأيِّ وسيلةٍ سامى وباها

- وفيهمْ من قلى الدنيا عفافاً ... وَطلَقَّ حبها وجفى مُناها

- إِذا ما أبصرتْ عيناهُ منها ... زَحافها تفكرَ في فناها

- وتلكَ طبيعةُ الدنيا فما من ... ضَحُوكٍ بالدنا إِلا بَكاها

عبد الكريم بن جهيمان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015