قاله أوس بن حارثة لابنه مالك، قالوا: يراد بالقُنُوع القَنَاعة، والصحيح أن القُنُوع السؤال والتذلل للمسألة، يقال: قَنَعَ - بالفتح - يَقْنَعُ قُنُوعا، قال الشماخ:
لَمَالُ الْمَرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْنِى ... مَفَاقِره أعَفُّ مِنَ الْقُنُوعِ
يعني من مسألة الناس، وقال بعض أهل العلم: القُنُوعُ يكون بمعنى الرضا، وأنشد
وقَالُوا قد زُهِيتَ فقلْتُ كَلاَ ... ولكنِّي أعَزَّنيَ القُنُوعُ
والقانع: الراضي، قال لبيد:
فمنهم سَعِيدٌ آخِذٌ بنَصِيبه ... ومنْهُمْ شَقِيٌّ بالمعيشة قَانِعُ
قال: ويجوز أن يكون السائلُ سمى قانعاً لأنه يرضى بما يُعْطَى قل أو كثر، فيكون معنى القناعة والقنوع راجعا إلى الرضا.