قاضي القضاة، المحدّث.
كان جليل القدر جميل الذكر، جمع بين فضيلتي العلم الزاخر والدين الوافر، وكان شيخ الحنابلة وقاضي القضاة، تفقّه على أبيه وعلى النوقاني ودرس بمدرسة جدّه، وبالمدرسة الشاطئية (?) وشهد عند قاضي القضاة عبد الله بن الحسن الدامغاني سنة ثلاث وستمائة. وكان يعظ بمدرسة جده وسمع من أصحاب ابن العلاف (?) وابن بيان وابن نبهان، وقلد قضاء القضاة في الأيام الظاهرية في ثامن ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين [وستمائة] بعد عزل محيي الدين بن فضلان وكان مقداما من الرجال لا يهاب أمرا، وله أشعار في الزهد، وفي سنة ثلاثين أنفذ رسولا إلى الموصل وإربل، روى لنا عنه جماعة من مشايخنا ولما عزل عن قضاء القضاة في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين انتقل إلى مدرسة جدّه ورتب شيخا في الرباط المجاور دير الروم، ومولده في ربيع الآخر سنة أربع وستين وخمسمائة وتوفي في سادس عشر شوال سنة ثلاث وثلاثين وستمائة ودفن بباب حرب (?).