وبرزي خيمتك حيث اشتهيت. فحولت الخيمة من الجماعة على فرسخ، وأمرت بالطعام فهيّئ وهي مرخاة ستورها عليها وعليه، فلما قارب نضج الطعام كشف عن رأسه ثم قال:
فلا تطبخي قدري وسترك دونها ... عليّ إذن ما تطلبين حرام
فكشفت الستور وقدم الطعام ودعا الناس فأكل وأكلوا، فقالت له: ما وفيت لي بما قلت. فأجابها بأني لا تطاوعني نفسي.
دزدار قلعة دمشق، كان متيقظا شجاعا، وله سعي (?) في حفظه القلعة مدة وكان ممتعا بإحدى عينيه.
كان يؤثر الزهد ويحب أخبار الصالحين، روى بسنده عن أبي حازم أنه كان إذا مرّ بالأسواق ونظر إلى الأسواق (?) والفواكه والأطعمة يقول: إن موعدك الجنة. وأنه مرّ يوما بسوق الجزّارين فقالوا: يا أبا حازم إنّ هذا لحم سمين فاشتر منه. فقال: ليس عندي ثمنه. فقالوا نحن نؤجلك. فقال: أنا أولى بالتأجيل عن نفسي.