وسبعين وستّمائة، ومن مسموعات شيخنا موفّق الدّين كتاب مسند الإمام الشافعي على الشيخ نجيب الدّين محمّد بن سعيد بن الموفّق الخازن بسماعه على أبي زرعة طاهر بن محمّد بن طاهر بن المقدّسي (?) بسنده، وسألته عن مولده فذكر لي انّه ولد بالنحاسيّة سنة خمس عشرة وستّمائة وتوفّي في ذي القعدة سنة سبع وثمانين وستّمائة.
كان من الأدباء الفقهاء، وكان يتردّد إلى دار الوزير مؤيّد الدّين أبي طالب محمّد ابن العلقميّ، وكان غير متكلّف لما يصدر عنه، وكان الوزير يميل إليه ويؤثر الاجتماع به، ذكروا عنه أنّه دخل دار الوزير يوما وكان البوّاب لا يمنعه فدخل إلى متوضأ الوزير وهو في غاية النظافة والطّهارة فنام فيه فطلب فلم يوجد في المقام الّذي كان يجلس فيه ثمّ رآه بعض الغلمان الفرّاشين فتعجّب الوزير من ذلك وعاتبه على ذلك، فقال: رأيته ظاهرا نظيفا فأمر به أن يدخل الحمّام وألبسه ثيابا غير ثيابه، ومن شعره الّذي أنشدنيه له تاج الدّين أبو علي القرشيّ:
شكت كلاب الحصين يوما ... إلى رئيس الكلاب ذلاّ
أما أحاط الكلاب علما ... أنّ ابن ذوّاد قد تولّى
توفّي سنة خمس وستّمائة.