والعمارات، المشفق على رعيّته، والمنعم بماله وجاهه على كلّ من رجاه في دولته، وله العمارات الجليلة والآثار الحسنة الجميلة، قصدت حضرته سنة ست عشرة وسبعمائة فرأيته يملأ العين هيبة وجلالا والقلب فصاحة وإفضالا، قد قرأ سير الملوك والسّلاطين وعرف أخبار المتقدّمين، وله الخطّ المليح والودّ الصّحيح.
كان أميرا عاقلا بالقراءات واستنباط معاني الآيات، قال: خطب عليّ عليه السّلام فقال: رحم الله امرأ قرأ القرآن فاكتفى منه بأربع آيات فيهنّ شفاء من كلّ سقم وغنى من كلّ فقر وعزّ من كلّ ذلّ وفزع من كلّ همّ - قوله تعالى:
{ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ} الآية وقوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ} وقوله تعالى: {سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً} وقوله تعالى:
{وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللهِ رِزْقُها}. (?)